(وَقَدْ خَلَتْ) مضت (مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ) العقوبات فيمن هلك (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ) تجاوز (لِلنَّاسِ) لأهل مكة (عَلى ظُلْمِهِمْ) على شركهم إن تابوا وآمنوا (وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ (٦)) لمن مات على الشرك.
(وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا) بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) ، والقرآن (لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ) هلا أنزل عليه (آيَةٌ) علامة (مِنْ رَبِّهِ) لنبوته كما أنزل على رسله الأولين (إِنَّما أَنْتَ) يا محمد (مُنْذِرٌ) رسول مخوف (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (٧)) نبى ، ويقال : داع يدعوهم من الضلالة إلى الهدى (اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى) كل حامل ذكر هو أو أنثى (وَما تَغِيضُ) وما تنقص (الْأَرْحامُ) فى الحمل من التسعة (وَما تَزْدادُ) على التسعة فى الحمل (وَكُلُّ شَيْءٍ) من الزيادة والنقصان وخروج الولد والمكث (عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ (٨) عالِمُ الْغَيْبِ) ما غاب عن العباد (وَالشَّهادَةِ) ما علمه العباد ، ويقال : الغيب ما يكون ، والشهادة ما كان ، ويقال : الغيب هو الولد فى الأرحام والشهادة هو الذى خرج من الأرحام (الْكَبِيرُ) ليس شىء أكبر منه (الْمُتَعالِ (٩)) ليس شىء أعلى منه (سَواءٌ مِنْكُمْ) عند الله بالعلم (مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ) والفعل (وَمَنْ جَهَرَ بِهِ) من أعلن بالقول والفعل يعلم الله ذلك منه (وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ) مستتر (وَسارِبٌ) ظاهر (بِالنَّهارِ (١٠)) يقول : أو عمل يعلم الله ذلك منه.
(لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذا أَرادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ (١١) هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ (١٢) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ (١٣) لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلاَّ كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (١٤) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ (١٥) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (١٦) أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ فَأَمَّا