سورة الحجر
ومن السورة التى يذكر فيها الحجر ، وهى كلها مكية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (١) رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ (٢) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٣) وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ (٤) ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ (٥) وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (٦) لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٧) ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ (٨) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (٩) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (١٠))
عن ابن عباس ، رضى الله عنه ، فى قوله عزوجل : (الر) يقول : أنا الله أرى ، ويقال : قسم أقسم به بالألف واللام والراء (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ) إن هذه السورة آيات الكتاب (وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (١)) يقول : وأقسم بالقرآن المبين بالحلال والحرام والأمر والنهى (رُبَما يَوَدُّ)(١) يتمنى (الَّذِينَ كَفَرُوا) بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) ، والقرآن (لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ (٢)) فى الدنيا ، يقول : ربما يأتى على الكافر يوم يتمنى أنه كان مسلما ، ولهذا كان القسم ، وذلك إذا أخرج الله من النار من كان مؤمنا مخلصا بإيمانه وأدخله الجنة ، فعند ذلك يتمنى الكافر أنه كان مسلما فى الدنيا (ذَرْهُمْ) أتركهم يا محمد (يَأْكُلُوا) بلا حجة ولا همة ما فى الغد (وَيَتَمَتَّعُوا) يعيشوا فى الكفر والحرام (وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ) ويشغلهم الأمل الطويل عن طاعة الله (فَسَوْفَ) وهذا وعيد لهم (يَعْلَمُونَ (٣)) عند الموت وفى القبر ويوم القيامة ما ذا يفعل بهم (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ) من أهل قرية (إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ (٤)) فيه أجل معلوم مؤقت لهلاكهم.
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (١٤ / ٥٥) ، ومختصره (١ / ٣٥٧) ، وغريب ابن عزيز (١٩٦) ، ومراح لبيد فى معنى قرآن مجيد (١ / ٤٣٧) ، ومعانى القرآن للفراء (٢ / ٩٦) ، وزاد المسير (٤ / ٤٣٠) ، وتفسير القرطبى (١٠ / ٧١) ، وغريب ابن قتيبة (٢٤١) ، والنكت والعيون للماوردى (٢ / ٣٨٤).