(ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها) يقول : لا تموت ولا تهلك أمة قبل أجلها (وَما يَسْتَأْخِرُونَ (٥)) ولا تأخر أمة عن أجلها (وَقالُوا) عبد الله بن أمية المخزومى وأصحابه لمحمد (صلىاللهعليهوسلم) (يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ) جبريل بالقرآن بزعمك (إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (٦)) تختلق (لَوْ ما تَأْتِينا) هلا تأتينا (بِالْمَلائِكَةِ) من السماء فيشهدوا لك إنك رسول الله (إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٧)) فى مقالتك ، قال الله (ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ) من السماء (إِلَّا بِالْحَقِ) بالهلاك وقبض أرواحهم (وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ (٨)) مؤجلين إذا نزلت عليهم الملائكة (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ) جبريل بالقرآن (وَإِنَّا لَهُ) للقرآن (لَحافِظُونَ (٩)) من الشياطين حتى لا يزيدوا فيه ولا ينقصوا منه ولا يغيروا حكمه ، ويقال : إن له لمحمد (صلىاللهعليهوسلم) لحافظون من الكفار والشياطين (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ) يا محمد الرسل (فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (١٠)) فى فرق الأولين.
(وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (١١) كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (١٢) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (١٤) لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (١٥) وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ (١٦) وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (١٧) إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ (١٨) وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (١٩) وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ (٢٠) وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (٢١))
(وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ) مرسل إليهم (إِلَّا كانُوا بِهِ) بالرسول (يَسْتَهْزِؤُنَ (١١)) يستسخرون (كَذلِكَ) وهكذا (نَسْلُكُهُ) نترك التكذيب (فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (١٢)) المشركين (لا يُؤْمِنُونَ بِهِ) لكى لا يؤمنوا بمحمد (صلىاللهعليهوسلم) ، والقرآن ونزول العذاب عليهم (وَقَدْ خَلَتْ) مضت (سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (١٣)) سيرة الأولين بتكذيب الرسل كما كذبك قومك ، ومضت سيرة الله فيهم بالعذاب والهلاك من الله لهم عند التكذيب (وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ) على أهل مكة (باباً مِنَ السَّماءِ) يدخلون فيه (فَظَلُّوا فِيهِ) فصاروا فيه (يَعْرُجُونَ (١٤)) يصعدون وينزلون ، يعنى الملائكة (لَقالُوا) كفار مكة (إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا) أخذت أعيننا (بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (١٥)) مغلوبو العقل قد سحرنا (وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً) قصورا ،