(ما لَهُمْ بِهِ) من مقالتهم (مِنْ عِلْمٍ) من حجة ولا بيان (وَلا لِآبائِهِمْ) كان علم ذلك (كَبُرَتْ كَلِمَةً) عظمت كلمة الشرك (تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ) تظهر على أفواههم (إِنْ يَقُولُونَ) ما يقولون (إِلَّا كَذِباً (٥)) على الله (فَلَعَلَّكَ) يا محمد (باخِعٌ نَفْسَكَ) قاتل نفسك (عَلى آثارِهِمْ) لأجلهم (إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ) بأن لم يؤمنوا بهذا القرآن (أَسَفاً (٦)) حزنا (إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ) من الرجال والنساء (زِينَةً لَها) زهرة للأرض (لِنَبْلُوَهُمْ) لنختبرهم (أَيُّهُمْ) من هم (أَحْسَنُ) أخلص (عَمَلاً (٧)) ويقال : إنا جعلنا ما على الأرض من النبات والشجر والدواب ، والنعم زينة لها زهرة للأرض لنبلوهم لنختبرهم أيهم أزهد فى الدنيا وأترك لها (وَإِنَّا لَجاعِلُونَ) مخبرون (ما عَلَيْها) من الزهرة (صَعِيداً) ترابا (جُرُزاً (٨)) أملس لا نبات فيها (أَمْ حَسِبْتَ) أظننت يا محمد (أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ) والكهف ، كهف الجبل الذى فيه الغار ، والرقيم هو اللوح من رصاص فيه أسماء الفتية وقصتهم ، ويقال : الرقيم هو الوادى الذى فيه الكهف ، ويقال : الرقيم هو مدينة (كانُوا مِنْ آياتِنا) من عجائبنا (عَجَباً (٩)) الشمس والقمر ، والسماء والأرض ، والنجوم والجبال ، والبحار أعجب من ذلك (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ) دخل غلمة فى غار الكهف (فَقالُوا) حين دخلوا (رَبَّنا) يا ربنا (آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً) أى ثبتنا على دينك (وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً (١٠)) مخرجا.
(فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً (١١) ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً (١٢) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً (١٣) وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ إِذْ قامُوا فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً (١٤) هؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْ لا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً (١٥) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً (١٦) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً (١٧) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ