رُعْباً (١٨) وَكَذلِكَ بَعَثْناهُمْ لِيَتَساءَلُوا بَيْنَهُمْ قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً (١٩) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً (٢٠))
(فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ) ألقينا عليهم النوم وأنمناهم (فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً (١١)) ثلاثمائة سنة وتسع سنين (ثُمَّ بَعَثْناهُمْ) أيقظناهم كما ناموا (لِنَعْلَمَ) لكى نرى (أَيُّ الْحِزْبَيْنِ) أى الفريقين المؤمنون والكافرون (أَحْصى لِما لَبِثُوا) أحفظ لما مكثوا فى الكهف (أَمَداً (١٢)) أجلا (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ) نبين لك (نَبَأَهُمْ) خبرهم (بِالْحَقِ) بالقرآن (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ) غلمة (آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً (١٣)) بصيرة من أمر دينهم ، ويقال : ثبتناهم فى أمر ديناهم ، ويقال : ثبتناهم على الإيمان (وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ) حفظنا قلوبهم بالإيمان ، ويقال : ألهمناهم الصبر (إِذْ قامُوا) من عند الملك دقيانوس الكافر (فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ) لن نعبد من دون الله (إِلهاً) ربا (لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً (١٤)) كذبا وزورا على الله (هؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ) عبدوا من دون الله (آلِهَةً) من الأوثان (لَوْ لا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ) هلا يأتون على عبادتهم (بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ) بحجة بينة أن الله أمرهم بذلك (فَمَنْ أَظْلَمُ) فليس أحد أظلم (مِمَّنِ افْتَرى) اختلق (عَلَى اللهِ كَذِباً (١٥)) بأن له شريكا.
(وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ) تركتموهم وتركتم دينهم (وَما يَعْبُدُونَ) من دون الله من الأوثان فلا تعبدوا (إِلَّا اللهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ) فادخلوا هذا الغار (يَنْشُرْ لَكُمْ) يهب لكم (رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ) من نعمته (وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً (١٦)) ما يرفق بكم غدا ، وهذا كله قول الفتية (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ) تميل (عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ) يمين الغار (وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ) تتركهم (ذاتَ الشِّمالِ) شمال الغار (وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ) فى ناحية من الكهف ، ويقال : فى فضاء منه من الضوء (ذلِكَ) الذى ذكرت من قصتهم (مِنْ آياتِ اللهِ) من عجائب الله (مَنْ يَهْدِ اللهُ) لدينه (فَهُوَ الْمُهْتَدِ) لدينه (وَمَنْ يُضْلِلْ) عن دينه (فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً (١٧)) موفقا يوفقه للهدى (وَتَحْسَبُهُمْ) يا محمد (أَيْقاظاً) غير نيام