بالشرك (لِيُدْحِضُوا) ليبطلوا (بِهِ) بالباطل (الْحَقَ) والهدى (وَاتَّخَذُوا آياتِي) كتابى ورسلى (وَما أُنْذِرُوا) خوفوا من العذاب (هُزُواً (٥٦)) سخرية واستهزاء (وَمَنْ أَظْلَمُ) ليس أحد أظلم (مِمَّنْ ذُكِّرَ) وعظ (بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها) فصرف عنها جاحدا بها (وَنَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ) ترك ذكر ما عملت يداه من الذنوب (إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً) أغطية (أَنْ يَفْقَهُوهُ) لكى لا يفقهوا الحق والهدى (وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً) صمما لكى لا يسمعوا الحق والهدى (وَإِنْ تَدْعُهُمْ) يا محمد (إِلَى الْهُدى) إلى التوحيد (فَلَنْ يَهْتَدُوا) فلن يؤمنوا (إِذاً أَبَداً (٥٧) وَرَبُّكَ الْغَفُورُ) المتجاوز (ذُو الرَّحْمَةِ) بتأخير العذاب (لَوْ يُؤاخِذُهُمْ بِما كَسَبُوا) بشركهم (لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذابَ) فى الدنيا (بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ) أجل لهلاكهم (لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ) من عذاب الله (مَوْئِلاً (٥٨)) ملجأ.
(وَتِلْكَ الْقُرى) أهل القرى الماضية (أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا) حين كفروا (وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ) لهلاكهم (مَوْعِداً (٥٩)) آجلا ، ثم ذكر قصة موسى مع الخضر ، وكان موسى وقع فى قلبه أن ليس فى الأرض أحد أعلم منى ، فقال الله : يا موسى إن لى فى الأرض عبدا أعبد لى منك وأعلم وهو الخضر ، فقال موسى : يا رب دلنى عليه ، فقال الله : خذ سمكا مالحا وامض على شاطئ البحر حتى تلقى صخرة عندها عين الحياة فانضح على السمكة منها حتى تحيا السمكة فثم تلقى الخضر ، فقال الله : (وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ) لشاجرده يوشع بن نون وكان من أشراف بنى إسرائيل وإنما سمى فتاه لأنه كان يتبعه ويخدمه (لا أَبْرَحُ) لا أزال أمضى (حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ) العذب والمالح بحر فارس والروم (أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً (٦٠)) سنين ، ويقال دهرا.
(فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما نَسِيا حُوتَهُما فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً (٦١) فَلَمَّا جاوَزا قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً (٦٢) قالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً (٦٣) قالَ ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً (٦٤) فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً (٦٥) قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً (٦٦) قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (٦٧) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً (٦٨) قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً (٦٩) قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً (٧٠))