الجنة (الَّتِي نُورِثُ) ننزل (مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا (٦٣)) من الكفر والشرك ، ويقال : مطيعا لربه (وَما نَتَنَزَّلُ) من السماء (إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ) يا محمد ، فقال له جبريل : ذلك حين حبس الله عنه الوحى فيما سألته قريش عن الروح وذى القرنين وأصحاب الكهف (١)(لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا) من أمر الآخرة (وَما خَلْفَنا) من أمر الدنيا (وَما بَيْنَ ذلِكَ) ما بين النفختين (وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (٦٤)) لم ينسك ربك منذ أوحى إليك.
(رَبُ) خالق (السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما) من الخلق والعجائب هو الله (فَاعْبُدْهُ) فأطعه (وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ) اصبر على عبادته (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (٦٥)) أحدا يسمى الله (وَيَقُولُ الْإِنْسانُ) أبى بن خلف الجمحى بإنكار البعث (أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (٦٦)) من القبر بعد الموت هذا ما لا يكون (أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ) أو لا يتعظ أبى بن خلف الجمحى (أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ) من قبل هذا من نطفة منتنة (وَلَمْ يَكُ شَيْئاً (٦٧)) فإنى قادر على أن أحييه (فَوَ رَبِّكَ) أقسم بنفسه (لَنَحْشُرَنَّهُمْ) يوم القيامة يعنى أبيا وأصحابه (وَالشَّياطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ) لنجمعنهم (حَوْلَ جَهَنَّمَ) وسط جهنم (جِثِيًّا (٦٨)) جميعا (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَ) لنخرجن (مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ) من كل أهل دين (أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا (٦٩)) جرأة بالقرآن (ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها) أحق بهما (صِلِيًّا (٧٠)) دخولا.
(وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا (٧١) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا (٧٢) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا (٧٣) وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً (٧٤) قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً (٧٥) وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ مَرَدًّا (٧٦) أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً (٧٧) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (٧٨) كَلاَّ سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا (٧٩) وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً (٨٠))
(وَإِنْ مِنْكُمْ) وما منكم من أحد (إِلَّا وارِدُها) داخلها ، يعنى النار غير النبيين والمرسلين (كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا (٧١)) قضاء كائنا واجبا أن يكون (ثُمَّ نُنَجِّي
__________________
(١) انظر : السبعة (٤٠٨) ، والمحرر الوجيز لابن عطية (٤ / ٩).