(لَيْسَ الْبِرَّ) كل البر ، ويقال : (لَيْسَ الْبِرَّ) ليس الإيمان (أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ) فى الصلاة (قِبَلَ الْمَشْرِقِ) نحو الكعبة (وَالْمَغْرِبِ) بيت المقدس (وَلكِنَّ الْبِرَّ) الإيمان هو الإقرار (مَنْ آمَنَ بِاللهِ) ويقال : (لَيْسَ الْبِرَّ) ليس البار (وَلكِنَّ الْبِرَّ)(١) البار وهو المؤمن (مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) بالبعث بعد الموت (وَالْمَلائِكَةِ) بجملة الملائكة (وَالْكِتابِ) بجملة الكتاب (وَالنَّبِيِّينَ) بجملة النبيين.
ثم ذكر الواجبات بعد الإيمان ، فقال : (وَآتَى الْمالَ) يقول : البر بعد الإيمان إعطاء المال (عَلى حُبِّهِ) على قتله بشهوته (ذَوِي الْقُرْبى) يعنى ذا القرابة فى الرحم (وَالْيَتامى) يتامى المؤمنين (وَالْمَساكِينَ) المستعففين (وَابْنَ السَّبِيلِ) مار الطريق الضيف النازل (وَالسَّائِلِينَ) الذين يسألون مالك الذين يتكففون (وَفِي الرِّقابِ) المكاتبين والفداء.
ثم ذكر الشرائع بعد الواجبات ، فقال : (وَأَقامَ الصَّلاةَ) يقول : البر بعد الواجبات إتمام الصلوات الخمس ، (وَآتَى الزَّكاةَ) وما يشبه ذلك ، (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ) المتمون عهودهم فيما بينهم وبين الله ، أو فيما بينهم وبين الناس (إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ) يعنى الخوف والبلايا والشدائد (وَالضَّرَّاءِ) الأمراض والأوجاع والجوع (وَحِينَ الْبَأْسِ) عند القتال (أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا) أوفوا (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (١٧٧)) عن نقض العهود.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ) فرض (عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ) القود (فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ) عمدا (وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ) عمدا (وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى) عمدا ، أنزلت فى حيين من العرب ، وهى منسوخة بقوله : (والنفس بالنفس). (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ) يقول : من ترك له من حق أخيه شىء ، يعنى القتل ، أى عفى القتل وأخذ الدية (فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ) أمر الطالب أن يطلب منه بالمعروف بثلاث سنين إن كانت دية تامة ، فإن كان ثلثا الدية أو نصف الدين فسنتين ، وإن كانت ثلث الدية ففى عامه ذلك (وَأَداءٌ إِلَيْهِ) أمر المطلوب أن يؤدى إلى أولياء مقتوله حقهم (بِإِحْسانٍ) بغير تقاض وتعنت
__________________
(١) قراءة حمزة ، عن عاصم بنصب (الْبِرَّ) وسائر السبعة بالرفع. وانظر : السبعة (١٧٦) ، وزاد المسير (١ / ١٧٨) ، والبحر المحيط (٢ / ٢) ، والمحرر والوجيز لابن عطية (١ / ٢٤٣) ، ومعانى القراءات للأزهرى (ص ٧٠) بتحقيقنا ط دار الكتب العلمية ـ بيروت.