بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وبه نستعين وصلواته على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس العلوي الفاطمي أحمد الله جل جلاله الذي اطلع على خزائن علمه لذاته وإن كل عبد فقير إلا أن يهب له من مقدس اختزانه نصيبا يكون العبد به مختارا مما يحتمله حاله من تصرفاته وأن يطلقه من حبس الإعسار من الاقتدار ومن مشابهة السراب والأحجار فسعت دواعي الجود إلى تشريف العبد بخلع السعود فضيفه جل جلاله على موائد اقتداره وجعل لعبده ما يحتاج إليه من فوائد اختباره ثم رأى جل جلاله أن من لوازم المختار أن يكون له مشكاة من العلوم والأنوار يهدى بها إلى المصالح ومعرفة النصائح فوهب له إلهاما لما ارتضاه للتشريف بالتكليف والتعظيم وفي حال صغره يتهيأ به إلى نفعه والتحرز من ضرره فيراه يحتاج إلى زعيم يدله على الصراط المستقيم فمده بالعقل سلطانا وزعيما ورتبه فيما يحتاج إليه حكيما عليما وقائدا معه أن يكون مرافقا وملازما ومقيما وزاده على خصائص الإلهية موالاة منزهة عن الالتذاذات بالكلية وإن كان عنده ملتذا بمواهب مالك الدنيوية والأخروية واستخدم له إرادته المقدسة وقدرته المنزهة في إيجاده وهيأ له كل ما يحتاج إليه في الظفر بسعادة دوام خلوده في دار معاده فلما رفع