ويعاني كل باحث في حياة الراغب الأصفهاني من مشكلة قلّة المعلومات المتوفرة عنه إلى حد الندرة ، بل إن جميع المصادر التي ترجمت له ـ على قلتها ـ لا تذكر تاريخ ولادته ولا مكانها (١) ، وإن كان يرجّح أنه عاش في «أصفهان» التي ينسب إليها (٢).
وتشير بعض المصادر إلى أن الراغب نزل بغداد وأقام بها ، فقد قال حاجي خليفة : «الحسين بن محمد بن مفضل الإمام أبو القاسم المعروف بالراغب الأصفهاني نزيل بغداد» (٣).
وتذكر «الموسوعة العربية الميسرة» أن الراغب عاش ببغداد ، وأن أصله من أصفهان (٤).
__________________
وهو خلاف المشهور. انظر : نزهة الأرواح وروضة الأفراح في تاريخ الحكماء والفلاسفة لشمس الدين الشهرزوري (٢ / ٤٤).
(١) انظر على سبيل المثال : تاريخ حكماء الإسلام ـ لظهير الدين البيهقي ص (١١٢) ، و «سير أعلام النبلاء» (١٨ / ١٢٠) ، وبغية الوعاة (٢ / ٢٩٧) ، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة ص (٩١) ، وكشف الظنون لحاجي خليفة (١ / ٣٦) ، و (٥ / ٣١١) والأعلام ـ للزركلي (٢ / ٢٥٥) ، ومعجم المؤلفين (٤ / ٥٩) ، وتاريخ الأدب العربي (٥ / ٢٠٩) ، وكنوز الأجداد ص (٢٥٦) ، وتاريخ آداب اللغة العربيّة (٣ / ٤٧) ، ودائرة المعارف الإسلاميّة ، مادة : الراغب.
(٢) عثر الأستاذ محمد عدنان الجوهري على نسخة نادرة لكتاب «المفردات في غريب القرآن» للراغب الأصفهاني ، بينما كان يفهرس مكتبة أحد هواة جمع المخطوطات النادرة بدمشق ، وقد جاء النص الصريح في الصفحة الأخيرة منها : بأن النسخ كان في «محرم من شهور سنة تسع وأربعمائة». وقد كتب تعليق متأخر على الحاشية ذكر فيه أن هذا الكتاب بخط الراغب الأصفهاني ، وأنه ولد في مستهل رجب من شهور سنة ثلاث وأربعون (كذا) وثلاثمائة في قصبة أصبهان صانها الله. انظر : مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ـ المجلد الحادي والستون ـ الجزء الأوّل ـ يناير ١٩٨٦ م.
(٣) انظر : كشف الظنون ، لحاجي خليفة ، (٥ / ٣١١).
(٤) انظر : الموسوعة العربية الميسرة ، (٥ / ٨٥٤).