فيه ، وبعد ذلك تناول اليوم الآخر والقدر وصعوبة الوقوف على سرّه ، والحكمة في خلق الله تعالى ، وإثبات الإرادة والمشيئة. والفصل الثامن والأخير عقده للكلام في الإيمان والإسلام ، والوعد والوعيد.
وبيّن الراغب في مقدمة هذه الرسالة السبب الحامل له على تأليفها ، فيقول : «سألت أيها الأخ الفاضل ـ وفقك الله وإيانا ووقى برحمته ديننا ، وقوى دنيانا ـ ورغبت رغبة صادقة أن أعمل رسالة أبيّن فيها أنواع الاعتقادات ، التي يحكم بها على الإنسان بالإيمان والكفر ، والهداية والضلال ، وأذكر الحق الذي كان عليه أعيان السلف من الصحابة والتابعين .. وقد أسعفتك أيها الأخ بما اقترحت .. وقد استخرت الله تعالى في ذلك ، وعملت ما اقترحته ، وقنّنت في ابتداء الكتاب قانونا ، كشفت به حقيقة ما ينطوي عليه كل دين من الاعتقادات النظريّة والعمليّة ..» (١).
ويصل الراغب إلى إثبات ما يعتقده وما يدين به ربه سبحانه وتعالى ، فيقول : «وأقول : إن هذا الذي دللت صحته في هذا الكتاب ، وذكرت أنه مذهب أهل الحق هو الذي أدين الله به سرّا وجهرا وظاهرا وباطنا ، وأن ما عدا ذلك مما هو خارج الشرع من تعطيل وإلحاد وإنكار للبعث وغير ذلك من أنواع الكفر ، ومما هو داخل الشرع من تشبيه وقدر وإرجاء ورفض وسائر أنواع البدع ، فأنا بريء منه ومن كل من يعتقده» (٢).
__________________
(١) انظر : رسالة في الاعتقاد ، ص (٤٣ ـ ٤٧).
(٢) انظر : رسالة في الاعتقاد ، ص (٤٧).