تضمنتا إلزاما (١) هو جار مجرى قياسين شرطيين (٢) اقتضيا الحرص
__________________
ـ بكسرها في القرآن كذلك. وقرأ حفص عن عاصم في هذين الموضعين من هذه السورة (أو متم) ، (ولئن متّم) بضم الميم ، وباقي المواضع بالكسر ، وقال أبو منصور الأزهري : «القراءة العالية ، واللغة الفصيحة : (متّ) و (متنا) ومن العرب من يقول : مات يمات. ومثله : دمت أدوم ، ودمت أدام ، والقراءة بكسر الميم من (متّ) فاشية وإن كان الضم أفشى» معاني القراءات ص (١١٢) ، وحجة من ضم الميم أنه من مات يموت على مثال فعل يفعل ، مثل قال يقول ودام يدوم ، فكما يقال : قلت ودمت بضم الحرف الأول ولا يكسر كذلك ينبغي ضم الميم من (متّم) ، ولهم حجة أخرى وهي أن القرّاء اتفقوا على ضم الفعل في المضارع فقرؤوا : (وَفِيها تَمُوتُونَ) وَيَوْمَ أَمُوتُ «ولو كان على اللغة الأخرى يقال : (تماتون) ، و (يوم أمات)» وحجة من كسر الميم أنه يقال : متّ تموت ودمت تدوم (فعل يفعل) مثل فضل يفضل. وأيضا يجوز أن يقال : إنها من متّ تمات مثل سمع يسمع ، إلا أنه لم يجئ يمات في المستقبل. على عادة العرب في استعمال بعض الكلمات بلفظ وعدم قياس ما تصرف منها عليه. مثل : (رأى) همزوه في الماضي وتركوا همزه في المضارع. انظر :
المبسوط (١٤٨) ، والحجة (٢ / ٣٩٣ ـ ٣٩٤) ، وحجة القراءات لابن زنجلة (١٧٨ ـ ١٧٩) ، والتلخيص (٢٣٦) ، والنشر (٢ / ٢٤٤ ـ ٢٢٥).
(١) لعله يقصد التلازم عند المنطقيين الذي هو امتناع الانفكاك عن الشيء.
انظر : كشاف اصطلاحات الفنون (٣ / ١٣٠٤).
(٢) القياس عند المناطقة قسمان : استثنائي واقتراني ، والاقتراني قسمان :