قال النحويون (ما) زائدة (١) ، وعلى هذا (عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ)(٢) ، وقوله : (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ)(٣) ، وأفاد التأكيد (٤) ، ووجه تأكيده أنه نكرة تدل على إبهام ما علّق به ، وإبهامه يقتضي التعجب ، فكأنه بعظيم من رحمته (لِنْتَ لَهُمْ) واللّين عبارة عن حسن الخلق ، وحسن الكلام بالصفو والزلال (٥) ، حتى قال الشاعر :
__________________
(١) قال الزجاج : «ما بإجماع النحويين ههنا صلة لا تمنع الباء من عملها فيما عملت. المعنى : فبرحمة من الله لنت لهم. معاني القرآن (١ / ٤٨٢). وانظر : كتاب سيبويه (٣ / ٧٦) ، ومعاني القرآن للأخفش (١ / ٢٢٠) ، ومعاني القرآن للفراء (١ / ٢٤٤ ، ٢٤٥) ، وجامع البيان (٧ / ٣٤٠ ، ٣٤١) ، وإعراب القرآن للنحاس (١ / ٤١٥) ، ومشكل إعراب القرآن (١ / ١٧٨) ، والتبيان (١ / ٣٠٥) ، والدر المصون (٣ / ٤٦١).
(٢) سورة المؤمنون ، الآية : ٤٠.
(٣) سورة النساء ، الآية : ١٥٥.
(٤) ذكر إفادة (ما) التأكيد الزجاج في معاني القرآن (١ / ٤٨٢) ، وقال الجمل : قوله : «ما زائدة» أي فاصلة غير كافة للتأكيد ، أي فبرحمة عظيمة ، ونظيره : (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ) ... والعرب قد تزيد في الكلام للتأكيد ما يستغنى عنه ، قال تعالى : (فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ) [يوسف : ٩٦] فزاد أن للتأكيد». الفتوحات الإلهية (١ / ٣٢٩). وانظر البحر المحيط (٣ / ١٠٣ ، ١٠٤) ، والدر المصون (٣ / ٤٦١).
(٥) قال الجوهري : اللين ضدّ الخشونة ، وقوم لينون وأليناء ... واللّيان