عليهالسلام لما ورد المدينة ووجد أهلها يؤبّرون (١) نخلهم ، فقال : «ما أرى أن ذلك ينفع» فتركوه ، فتبين ذلك في نقص أثمارهم فشاوروه فقال : «أنتم أعلم بأمور دنياكم ، وأنا أعلم بأمور آخرتكم» (٢) ، وعلى هذا ما كان يتعلّق بأمور الحرب المتعلقة بتهييجها تارة وتسكينها تارة ، وبالمنّ فيها تارة وبالافتداء تارة ، ولذلك لما همّ بمصالحة عيينة بن حصن (٣) على ثلث ثمار المدينة ، قال بعضهم : أبوحي هذا أم برأي رأيته؟ قال : «برأي رأيته» فراجعوه وبينوا له موضع الصواب ، وترك رأيه لرأيهم (٤) ،
__________________
(١) يؤبّرون : يلقّحون : المصباح المنير ص (٧).
(٢) رواه مسلم في صحيحه ، كتاب ـ الفضائل ـ باب «وجوب امتثال ما قاله شرعا دون ما ذكره صلىاللهعليهوسلم في معايش الدنيا» رقم (٢٣٦٣) دون قوله : «وأنا أعلم بأمر آخرتكم» من حديث أنس وعائشة رضي الله عنهما. وروى ابن ماجه حديث عائشة رضي الله عنها بلفظ مقارب ، كتاب ـ الرهون ـ باب «تلقيح النخل» رقم (٢٤٧١).
(٣) عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن ثعلبة بن فزارة الفزاري أبو مالك ، أسلم قبل الفتح ، وشهد الفتح وحنينا والطائف ، كان من المؤلفة قلوبهم ، ارتد بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوسلم ، ثم عاد إلى الإسلام ، كان فيه جفاء أهل البادية وغلظتهم ، توفي في خلافة عثمان بن عفان.
انظر : أسد الغابة (٤١٦٦) ، والإصابة (٤ / ٦٣٨).
(٤) خبر عيينة بن حصن رواه ابن إسحاق معلقا كما في السيرة النبوية لابن هشام (٣ / ٣١٠ ، ٣١١) ، وابن سعد في الطبقات (٢ / ٧٣) مرسلا ،