قوله : (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ)(١) وقال بعضهم : ليس للنبي صلىاللهعليهوسلم أمر وإنما إليه ، ونبّه أنك مأمور لا آمر ، ومرتسم لا مرسم (٢) ، قيل : بل أراد النبي صلىاللهعليهوسلم أن يستغفر للمشركين (٣) ، وقيل : بل أراد أن يدعو عليهم بالاستئصال لما كسروا رباعيته ، فقال الله ذلك (٤) ، وقوله : (أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) معطوف على قوله : (لِيَقْطَعَ) وقيل : بل معناه : إلا أن يتوب
__________________
(١) سورة الأنفال ، الآية : ١٧.
(٢) انظر : جامع البيان (٧ / ١٩٤) ، والنكت والعيون (١ / ٤٢٢ ، ٤٢٣) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٣٥٦) ، والكشاف (١ / ٤١٣) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٣٨٠) ، والبحر المحيط (٣ / ٥٦).
(٣) لم أجد من ذكر هذا القول من المفسرين.
(٤) لما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كسرت رباعيته يوم أحد ، وشجّ في رأسه ، فجعل يسلت الدم عنه ، ويقول : «كيف يفلح قوم شجّوا رأس نبيّهم وكسروا رباعيته ، وهو يدعوهم إلى الله عزوجل» فأنزل الله تعالى : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) ، أخرجه البخاري معلقا في كتاب المغازي ، باب (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ). ومسلم موصولا في الجهاد ، باب غزوة أحد رقم (١٧٩١) وانظر : جامع البيان (٧ / ١٩٥ ـ ١٩٩) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٧٥٦) ، والنكت والعيون (١ / ٤٢٣) ، والوسيط (١ / ٤٩٠) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٣٥٥ ، ٣٥٦) ، ومعالم التنزيل (٢ / ١٠٢) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٢٢٥ ، ٢٢٦).