يَعْلَمُ ما فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ)(١) ، وقوله تعالى : (يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى)(٢) وقوله : (يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ)(٣) ، وهذه الآية كالشرح لما أجمله في الأولى ، حيث قال : (قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ)(٤).
قوله تعالى : (الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا)(٥) الآية.
هذه الآية من تمام صفة المنافقين عبد الله بن أبّي وأصحابه ، قالوا : إن قتلى أحد لو أطاعونا في التأخّر عن القتال ولزموا بيوتهم ما قتلوا ، وإعراب (الَّذِينَ :) إما نصب على البدل من الذين نافقوا ، أو (٦) رفع على خبر الابتداء المضمر ، أو (٧) بدل من الضمير في «يكتمون» (٨). إن قيل : لم أخّر ذكر القعود عن القول
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ٢٣٥.
(٢) سورة طه ، الآية : ٧.
(٣) سورة غافر ، الآية : ١٩.
(٤) سورة آل عمران ، الآية : ١٦٥.
(٥) سورة آل عمران ، الآية : ١٦٨. ونصها : (الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ).
(٦) تصحفت : (أو) في الأصل إلى (و) ، والصواب ما أثبته.
(٧) في الأصل : (لو) ، والصواب ما أثبته.
(٨) انظر : جامع البيان (٧ / ٣٨١ ، ٣٨٢) ، وإعراب القرآن للنحاس (١ /