مع كونه مقدّما في المعنى؟ قيل : إن قوله : (وَقَعَدُوا) في تقدير الحال ، أي قالوا وهم قاعدون (١) ، كقولك : خرج زيد وقد ركب ، ويكون ركوبه قبل الخروج ، وقد أكذبهم الله في ذلك بقوله : (قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ)(٢) وكأنه قال : القتل ضرب من الموت ، فإن كان لكم سبيل إلى دفعه عن أنفسكم بفعل اختياري فادفعوا عنها الموت ، وإذ لم يمكنكم ذلك دلّ أنكم مبطلون في دعواكم (٣).
قوله تعالى : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ
__________________
ـ ٤١٨) ، ومشكل إعراب القرآن (١ / ١٧٨) ، وإملاء ما منّ به الرحمن ص (١٥٧) ، والبحر المحيط (٣ / ١١٦) ، والدر المصون (٣ / ٤٧٩).
(١) أجاز أبو البقاء كون الواو حالية وأن تكون عاطفة لقعدوا على : قالوا.
انظر : إملاء ما منّ به الرحمن ص (١٥٧) ، وقال السمين الحلبي : قوله : (وقعدوا) يجوز في هذه الجملة وجهان أحدهما : أن تكون حالية من فاعل (قالوا) و (قد) مرادة أي : وقد قعدوا ... والثاني : أنها معطوفة على الصلة ، فتكون معترضة بين (قالوا) ومعمولها وهو : (لو أطاعونا) الدر المصون (٣ / ٤٧٩). وانظر : البحر المحيط (٣ / ١١٦) ، وروح المعاني (٤ / ١٣٠).
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١٨٦.
(٣) انظر : جامع البيان (٤ / ٢٦٧) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٣٧٨) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٢٩٢) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٣٠٦) ، والبحر المحيط (٣ / ١١٧) ، وروح المعاني (٤ / ١٣٠ ، ١٣١).