فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ)(١) أن عرضهم على النار قبل يوم القيامة ، وروي : «إنّ أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بكرة وعشية ، فيقال : هذا مقعدك حتى تبعث إليه» (٢) ، وهذا قول السلف (٣) وأصحاب الحقائق (٤) ، الذين عرفوا حقيقة الروح المعنيّة ها هنا ، وكونه جوهرا (٥) ...
__________________
(١) سورة غافر ، الآية : ٤٦.
(٢) رواه البخاري في كتاب الجنائز ، باب «الميت يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي» رقم (١٣٧٩). ورواه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها ، باب «عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه» رقم (٢٨٦٦). ورواه النسائي في كتاب الجنائز ، باب «وضع الجريد على القبر» (٤ / ١٠٧).
(٣) السلف : مصطلح يطلق على الأئمة المتقدمين من أصحاب القرون الثلاثة الأولى المباركة والتابعين وتابعيهم ، وكل من التزم بعقائد وفقه وأصول أولئك الأئمة ، كان منسوبا إليهم وإن باعدت بينه وبينهم الأزمان والأمكنة.
انظر : موقف ابن تيمية من الأشاعرة للمحمود (١ / ٤٠ ـ ٤١) ، ومعالم الانطلاقة الكبرى لمحمد بن عبد الهادي المصري ص (٥٧).
(٤) أهل الحقائق المقصود بهم الصوفية. انظر : المعجم الصوفي د. الحفني ص (٧٨).
(٥) الجوهر عند المتكلمين : ماهية إذا وجدت في الأعيان كانت لا في موضع ، وهو منحصر في خمسة : هيولي وصورة وجسم ونفس وعقل ، وهو ينقسم إلى بسيط روحاني كالعقول والنفوس المجردة ، وإلى بسيط جسماني كالعناصر ، وإلى مركب في العقل دون الخارج كالماهيات الجوهرية المركبة