أو يعذب (١) ، تنبيها أن أمرك تابع لأمر الله.
قوله تعالى : (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(٢) بيّن بهذه الآية تحقيق ما قدّمه بأنه هو المالك للكل ، وله المشيئة في غفران من شاء وتعذيب من شاء (٣).
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(٤) إن قيل : ما اتصال هذه الآية بما قبلها؟ قيل : إنه لما نهى عن الكفر فيما تقدّم ، وقبّح صورته ، وحذّر منه ، وبيّن قدرته عليهم حيث قال : (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ) نهى هاهنا عن تعاطي أفعال الكفرة (٥) ، وقد
__________________
(١) جوّز الزّجّاج الوجهين انظر : معاني القرآن وإعرابه (١ / ٤٦٨) ، ومشكل إعراب القرآن (١ / ١٧٤) ، وإملاء ما منّ به الرحمن (١٤٩) ، والتبيان في إعراب القرآن (١ / ٢٩١).
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١٢٩.
(٣) انظر : جامع البيان (٧ / ٢٠٣) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٢٢٧) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٣٨١).
(٤) سورة آل عمران ، الآية : ١٣٠.
(٥) قال القرطبي : هذا النهي عن أكل الربا اعتراض بين أثناء قصة أحد ، قال ابن عطية : ولا أحفظ في ذلك شيئا مرويّا ، ... قلت : وإنما خصّ