قوله تعالى : (يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ ..)(١). الآية.
إن قيل : ما الفرق بين النعمة والفضل هاهنا؟ قيل : الإشارة بهما إلى المذكورين في قوله : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ)(٢) ، فالنعمة هي الحسنى والفضل هاهنا الزيادة (٣) ، إن قيل : لم نكّرهما؟ قيل : التنكير في مثله على وجهين : أحدهما : ليدل على بعض غير معين ، والثاني : قصد إلى إبهام المراد تعظيما لأمره ، وتنبيها أنه
__________________
ـ أحياء عند ربهم لجاز المعنى : أحسبهم أحياء ...» معاني القرآن وإعرابه (١ / ٤٨٨). وقد ردّ أبو علي الفارسي على الزجاج في هذا التجويز ، وقال :
لا يجوز ذلك ، لأن الأمر يقين ، فلا يجوز أن يؤمر فيه بمحسبة ، ولا يصح أن يضمر له إلا فعل المحسبة. انظر : البحر المحيط (٣ / ١١٨) ، والدر المصون (٣ / ٤٨٢). وممن أجاز النصب في قوله : «أحياء» العكبري ، وذكر أنها قراءة. انظر : إملاء ما منّ به الرحمن ص (١٥٧).
(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٧١. ونصّها : (يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ).
(٢) سورة يونس ، الآية : ٢٦.
(٣) قال أبو هلال : «الفضل : الزيادة» وقال في معنى الإفضال : «وهو كالإنعام في وجوب الشكر عليه ، وأصله الزيادة في الإحسان». انظر : الفروق ص (٢١٤) ، وتهذيب اللغة (١٢ / ٤٠). وقد ذكر هذا المعنى : أبو حيان في البحر المحيط (٣ / ١٢١) ، ويبدو أنه أخذه من الراغب لتشابه عباراته مع عبارات الراغب. والبيضاوي في أنوار التنزيل (١ / ١٩٠).