[...](١) ، فالاستجابة لله وللرسول ، وإن جمع بينهما في الإيجاب فالواجب بالقصد الأول استجابة الله ، لكن لمّا لم تتم استجابته إلا باستجابة رسوله صار ذلك واجبا ، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، والاستجابتان مختلفتان ، فإن استجابة الله بتوحيده وعبادته ، واستجابة رسوله بتلقي الرسالة عنه وقبول النصح منه (٢).
قوله تعالى : (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ)(٣) الآية.
__________________
ـ ذلك في الزيادة ، لأنه جرى مجرى الصفة الغالبة ، كما اختصّ النجم بالسّماك ولا يجب مثل ذلك في كل مرتفع» الفروق ص (٢١٧) ، وكان العسكري قد ذكر قبل ذلك أن أصل الإفضال : الزيادة في الإحسان.
الفروق ص (٢١٤). وانظر : المفردات ص (٢٣٦ ، ٢٣٧ ، ٦٣٩).
(١) سقط قوله تعالى : (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ) سورة آل عمران الآية ١٧٢ ، وكذلك بداية تفسير الراغب لها.
(٢) قال أبو حيان : «قيل : والاستجابتان مختلفتان ، فإنهما بالنسبة إلى الله بالتوحيد والعبادة ، وللرسول بتلقي الرسالة منه والنصيحة له. والظاهر أنها استجابة واحدة وهو إجابتهم له حين انتدبهم لاتباع الكفار على ما نقل في سبب النزول ...» البحر المحيط (٣ / ١٢٢).
(٣) سورة آل عمران ، الآية : ١٧٣. ونصّها : (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).