فسمّاه شيطانا لمشابهته في فعله (١) ، والثاني : أنه إشارة إلى الشيطان المتعارف بين الناس ، أي الشيطان الذي عرفتموه هو الذي يخوّف (٢) ، والثالث : إشارة إلى ما دلّ عليه قوله : (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا)(٣) ، أي ذلك العارض الذي هو الوهن والحزن شيطان (٤) : كقول الشاعر :
ما ليلة الفقير إلا شيطان (٥) |
|
... |
__________________
(١) ذكر ذلك ابن جرير الطبري في جامع البيان (٧ / ٤١٦) ، ورواه عن ابن إسحاق ، ورواه ابن أبي حاتم في تفسير القرآن العظيم (٣ / ٨٢٠) عن ابن عباس قال : فجاء الشيطان يخوف أولياؤه فقال : (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ). وانظر بحر العلوم (١ / ٣١٧) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٣٨١) ، ومعالم التنزيل (٢ / ١٣٩) ، والجامع لأحكام القرآن (٤ / ٢٨٣) ، والبحر المحيط (٣ / ١٢٥) ، وأنوار التنزيل (١ / ١٩١).
(٢) قال الزجاج : «وذلك التخويف الذي كان فعل الشيطان ...» معاني القرآن وإعرابه (١ / ٤٩٠) ، وانظر : جامع البيان (٧ / ٤١٧) ، وبحر العلوم (١ / ٣١٧) ، والنكت والعيون (١ / ٤٣٨) ، والوسيط (١ / ٥٢٣) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٣٨١ ، ٣٨٢) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٣١١) ، والبحر المحيط (٣ / ١٢٥) ، وأنوار التنزيل (١ / ١٩١).
(٣) سورة آل عمران ، الآية : ١٣٩.
(٤) هذا القول بعيد ، لطول الفاصل بين قوله تعالى : (إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ) [آل عمران : ١٧٥] ، وبين قوله تعالى : (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا) [آل عمران : ١٣٩] ، وكذلك فإني لم أجد لهذا القول ذكرا في شيء من كتب التفسير التي بين يديّ.
(٥) الرجز للشمّاخ بن ضرار وهو في ديوانه ص (٤١٣) ، وانظر : اللسان