وأمّا (أَوْلِياءَهُ) فقد قال ابن عباس : معناه : يخوفكم أولياءه (١) ، فعلى هذا حذف المفعول الأول ، كقوله : (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً)(٢) وقولهم : فلان يعطي الدراهم (٣) ، فالأولياء على هذا هم المخوّف بهم (٤) ، ...
__________________
ـ مادة : (شطن) والملاحن ص (٥٢) ، والدر المصون (٢ / ٦١٧) ، والمفردات ص (٤٥٥) ، وقد نسبه ابن دريد للجليخ بن شميذ. انظر : جمهرة اللغة مادة : (رفق). والفقير : مفازة بين الحجاز والشام ، وقيل غير ذلك. (١) رواه الطبري في جامع البيان (٧ / ٤١٦) بلفظ : «الشيطان يخوف المؤمنين بأوليائه». وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (١ / ٥٠٦) وقال : هذا قول ابن عباس وسعيد بن جبير وعكرمة وإبراهيم وابن قتيبة. وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢ / ١٨٢) وعزاه لابن جرير الطبري. وقال ابن تيمية : «هذا هو الصواب الذي عليه جمهور المفسرين كابن عباس ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، والنخعي ، وأهل اللغة كالفراء ، وابن قتيبة ، والزجاج ، وابن الأنباري». دقائق التفسير (١ / ٣٠٥).
(٢) سورة الكهف ، الآية : ٢. قال ابن قتيبة : أي لينذركم ببأس شديد. وقال الطبري : بمعنى : لينذركم بأسه الشديد. انظر : غريب القرآن لابن قتيبة ص (١١٦) ، وجامع البيان (٧ / ٤١٧).
(٣) قال الطبري : «هو يعطي الدراهم ويكسو الثياب» بمعنى : هو يعطي الناس الدراهم ويكسوهم الثياب. فحذف ذلك للاستغناء عنه». جامع البيان (٧ / ٤١٧).
(٤) انظر : معاني القرآن للفراء (١ / ٢٤٨) ، وغريب القرآن ص (١١٦) ،