مضرة ، كقوله : (وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)(١). إن قيل : كيف جعل العلّة في قوله : (وَلا يَحْزُنْكَ) أنهم لن يضروا الله شيئا ، ولم يكن المسلمون يحزنون ، لأجل أن خطر لهم أن هؤلاء يضرّون الله ، إنما كان حزنهم أن يضروهم؟ قيل : معنى ذلك لن يضروا أولياءه (٢) ، ألا ترى أنه صلىاللهعليهوسلم قال : «إن الله تعالى يقول : من آذي لي وليّا قد آذاني» (٣) ، وعلى التنبيه على هذا المعنى قال / : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ)(٤) ، وقوله : (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ)(٥) ، وقوله : (يُرِيدُ اللهُ أَلَّا يَجْعَلَ
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ٥٧.
(٢) ذكر هذا القول الواحدي في الوسيط (١ / ٥٢٤) وحكاه عن عطاء. وكذلك ابن الجوزي في زاد المسير (١ / ٥٠٨) ، وذكره القرطبي في الجامع (٤ / ٢٨٦) ، واعتمده أبو حيان في البحر المحيط (٣ / ٣ / ١٢٦) وانظر : أنوار التنزيل (١ / ١٩١).
(٣) ورد هذا الحديث بغير هذا اللفظ ، فقد أخرجه البخاري في كتاب الرقاق ، باب «التواضع» رقم (٦٥٠٢) بلفظ : «إن الله قال : «من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب ...» الحديث. ورواه أبو يعلى (١٢ / ٥٢٠) رقم (٧٠٨٧) ، وأبو نعيم في الحلية (١ / ٥) بلفظ : «من آذى لي وليّا فقد استحلّ محاربتي» ورواه البزار كما في كشف الأستار (٤ / ٢٤١) ، وأحمد (٦ / ٢٥٦) بنحوه.
(٤) سورة الأحزاب ، الآية : ٥٧.
(٥) سورة المائدة ، الآية : ٣٣.