قوله : (وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ)(١) ، وفي قوله : (وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ)(٢) فإنه حينئذ يلزم أن ننصب «خيرا» حتى يصير المفعول الثاني (٣) ، فيجب أن يكون بالياء أجود (٤) ، وقد اختلف في تأويل الآية من حيث إن ظاهرها يقتضي
__________________
(١) سورة الكهف ، الآية : ٦٣.
(٢) سورة الأنفال ، الآية : ٧.
(٣) وهذا ما فعله الزجاج انظر : معاني القرآن وإعرابه (١ / ٤٩١) قال : «قد قرأ بها ـ أي بنصب خير ـ خلق كثير». قال أبو حيان : «وأنكر أبو بكر بن مجاهد هذه القراءة التي حكاها الزجاج ، وزعم أنه لم يقرأ بها أحد. وابن مجاهد في باب القراءات هو المرجوع إليه» البحر المحيط (٣ / ١٢٨).
(٤) تبع الراغب في ذلك أبا علي الفارسي في الحجة (٢ / ٤٠٣) ، ولكن القراءة بالتاء صحيحة متواترة ، ولذلك فقد حكى العلماء تخريجات لهذه القراءة ، منها تقدير مضاف محذوف ، فيكون المعنى : ولا تحسبن شأن الذين كفروا ، أو ولا تحسبن الذين كفروا أصحاب أن الإملاء خير لأنفسهم وذلك حتى يصح كون المفعول الثاني هو الأول. انظر : جامع البيان (٧ / ٤٢٢) ، ومشكل إعراب القرآن ص (١٧٩) ، والجنى الداني ص (٩٤).
وخرجه الزمخشري وأبو الحسن ابن الباذش على أن يكون (أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ) بدل من (الذين). حكى ذلك كله أبو حيان في البحر المحيط (٣ / ١٢٧). وانظر : معالم التنزيل (٢ / ١٣٩ ، ١٤٠) ، والكشاف (١ / ٤٤٤). وهناك تخريج آخر لقراءة حمزة ، وهو ما قاله الكسائي والفراء : إنها جائزة على التكرير ، أي ولا تحسبن الذين كفروا ، لا تحسبن أنما نملي