(وَلِيَعْلَمَ)(١) ، (وَلِيَبْتَلِيَ)(٢) ، (وَلِيُمَحِّصَ)(٣) و (لِيَمِيزَ)(٤) ، وقال من بعد : (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ)(٥) ، كل ذلك تنبيها على أن التكليف في الحقيقة هذه الأشياء ، وأما الغيب فكل ما لا تدركه الحواس وبداهة (٦) العقول (٧) ، وهذا على القول المجمل ثلاثة أضرب : ضرب استبد تعالى به (٨) ولم يطلع عليه أحدا لا الملائكة المقربين ، ولا من دونهم ، لاستغنائهم عنه ، أحدا لا الملائكة المقربين ، ولا من دونهم ، لاستغنائهم عنه ، وضرب قد يطلع عليه أصفياء عباده ، وهو حقائق العلوم ، وذلك بحسب ما عرف من حاجتهم إليه ومصلحتهم فيه ، وإياه عنى بقوله : (سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ)(٩) ، وبيّن في الآية أن اطلاع العامة على غيبه وأقضيته
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٦٧.
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١٥٤.
(٣) سورة آل عمران ، الآية : ١٤١.
(٤) سورة الأنفال ، الآية : ٣٧.
(٥) سورة آل عمران ، الآية : ١٨٦.
(٦) في الأصل : (وبداية) ، والصواب ما أثبته.
(٧) انظر : تهذيب اللغة (٨ / ٢١٤) ، والصحاح (١ / ١٩٦) ، والمفردات ص (٦١٦ ، ٦١٧) ، واللسان (١ / ٦٥٤ ـ ٦٥٦) ، والكليات ص (٦٦٣).
(٨) استبدّ تعالى به : أي تفرد. القاموس (٣٤١).
(٩) سورة الأعراف ، الآية : ١٤٦.