الأمر كما قلتم أليس من الحق أن لا تقتلوا من الأنبياء من جاءكم بالبيّنات وبالذي قلتم ، وإذا قتلتموهم ولم تقبلوا قولهم ، دلّ ذلك أنكم كاذبون في دعواكم ؛ أنّه عهد إلينا بذلك ، فهذا معنى قوله : (فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)(١) ، وهذا أوضح دلالة وأقربها مأخذا وأخزاها لهم (٢).
قوله تعالى : (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ ...)(٣) الآية.
إن قيل : لم قال : (وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ) والزبور هو الكتاب ، لقول الشاعر :
... |
|
كخطّ زبور في عسيب يمان (٤) |
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٨٣.
(٢) انظر : جامع البيان (٧ / ٤٤٩) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٣١٠) ، والبحر المحيط (٣ / ١٣٨) ، وإرشاد العقل السليم (٢ / ١٢٢) ، وروح المعاني (٤ / ١٤٤).
(٣) سورة آل عمران ، الآية : ١٨٤. ونصها : (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ).
(٤) هذا عجز بيت لامرئ القيس وصدره :
لمن طلل أبصرته فشجاني |
|
... |
انظر : ديوان امرئ القيس بتحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم ص (٨٥) ، وجامع البيان (٧ / ٤٥١) ، والزاهر (١ / ٧٤) ، ولسان العرب مادة : «صرع» ، والدر المصون (٣ / ٥١٩). وانظر في معنى : الزبور : العين (٧ / ٣٦٢) ، وتهذيب اللغة (١٣ / ١٩٦).