في المنافقين المتخلفين عن الجهاد ، المدعين دعاوى يحبّون أن يحمدوا عليها (١) ، وكيف ما كان. فالآية عامة في النهي عن الرياء والتشبّع (٢) ، والذمّ لمن فعل خيرا ففرح به ، وإلحاق الوعيد بمن أحب أن يحمد بما لم يفعل ، وقد روي أنّ إبليس قال : إذا ظفرت من ابن آدم بثلاث لم أطالبه بغيرها : إذا أعجب بنفسه ،
__________________
ورواه ابن أبي حاتم في تفسير القرآن العظيم (٣ / ٨٢٨) ، ورواه عبد بن حميد في تفسيره المخطوط بهامش تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (ق ٩٧) ، وعبد الرزاق في تفسيره (١ / ١٤١ ، ١٤٢) وذكره ابن حجر في العجاب (٢ / ٨١٥) ، والسيوطي في الدر المنثور (٢ / ١٩٢) وعزاه لابن جرير وعبد بن حميد.
(١) يشير الراغب إلى ما رواه البخاري في كتاب التفسير ، باب (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا) رقم (٤٥٦٨) ، ومسلم في كتاب صفات المنافقين رقم (٢٧٧٨) ، والترمذي وقال : حسن صحيح غريب في كتاب التفسير رقم (٣٠١٤) من تفسير سورة آل عمران ، والطبري في جامع البيان (٧ / ٤٦٥) ، وابن أبي حاتم (٣ / ٨٣٩) ، وأحمد في المسند (١ / ٢٩٨) ، والحاكم في المستدرك (١ / ٢٩٢) وصححه ووافقه الذهبي ، وابن حبان رقم (٤٧٣٢) الإحسان من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه «أن رجالا من المنافقين كانوا إذا خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى الغزو تخلّفوا عنه ، وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فإذا قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الغزو اعتذروا إليه وحلفوا له ، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا ، فنزلت». والأقوال الثلاثة متشابهة.
(٢) التشبع : أي التكثر بأكثر مما عنده ، يتجمّل بذلك ، كالذي يري أنه شبعان وليس كذلك ، ومن فعله فإنما يسخر من نفسه. انظر : النهاية (٢ / ٤٤١).