قَدِيرٌ)(١) أتبع تكذيبهم فيما قالوا : إن الله فقير. وتبكيتهم فيما فعلوه ، وما وعدهم به من العذاب بما أنبأ عن قدرته عزوجل وسعة ملكه ، وأن لا سبيل لهم إلى النجاة وإلى الخروج عن ملكه وسلطانه ، وهذا هو المعنى الذي تحرّاه النابغة (٢) بقوله :
فإنك كالليل الذي هو مدركي (٣) |
|
... |
لكن على الآية رونق الإلهية وتعميم الملك والقدرة بلا مثنويّة ، وإضافة الفعل إلى موجد الليل والنهار.
قول تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)(٤) الآية.
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٨٩.
(٢) النابغة الذبياني : هو زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضري ، شاعر جاهلي من أصحاب المعلقات ، توفي سنة ١٨ قبل الهجرة. انظر : طبقات الشعراء ص (٤١) ، والشعر والشعراء (١ / ١٥٧) ، والمؤتلف والمختلف ص (٢٥٢) ، والأغاني (١١ / ٣).
(٣) هذا صدر بيت من بحر الطويل للنابغة الذبياني ، وتمامه :
فإنك كالليل الذي هو مدركي |
|
وإن خلت أن المنتأى عنك واسع |
انظر : ديوانه ص (٥٢) ، والكامل ص (٩٢٣) ، والشعر والشعراء (١ / ١٥٨).
(٤) سورة آل عمران ، الآية : ١٩٠. ونصّها : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ).