قوله تعالى : (فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ ...)(١) الآية.
استجاب : أراد إجابتهم (٢) ، والاستجابة في الحقيقة غير الإجابة ، وإن كان يفهم منه ذلك ، وقول الشاعر :
وداع دعا بعد الهدوء من السرى |
|
فلم يستجبه عند ذاك مجيب (٣) |
__________________
ـ (٢ / ١٥٣) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٣٢٣) ، والبحر المحيط (٣ / ١٤٩).
(١) سورة آل عمران ، الآية : ١٩٥. ونصها : (فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ).
(٢) الصواب أن (استجاب) هنا بمعنى أجاب ، وليست هناك ضرورة لهذا التأويل. وهو ما ذهب إليه أبو عبيدة في مجاز القرآن (١ / ١١٢) ، وأبو هلال في الفروق ص (٢٤٥). قال الطبري : (فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ) يعنى تعالى ذكره : فأجاب هؤلاء الداعين». وقال ابن عطية : «استجاب : استفعل بمعنى أجاب ...». وقال أبو حيان : «ومعنى استجاب : أجاب». وكذا قال ابن كثير. انظر : جامع البيان (٧ / ٤٨٦) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٣٢٣) ، والجامع لأحكام القرآن (٤ / ٣١٨) ، والبحر المحيط (٣ / ١٥٠) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٤١٧).
(٣) هذا البيت من بحر الطويل لكعب بن سعد الغنوي. انظر : أمالي ابن الشجري (١ / ٦٢) ، والأصمعيّات (٩٦) ، ومجاز القرآن (١ / ٢٤٥) ، وشرح أبيات المغني للبغدادي (٥ / ١٦٧) ، وتفسير القرطبي (٤ / ٢٧٧).