اليتيم ، والخبيث ما لم يبح منه (١) ، وهو المشار إليه بقوله : (وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا)(٢).
وكل هذه الأقوال إشارات إلى ما يقتضيه عموم الخبيث والطيب. والحوب : الإثم لكونه مزجورا (٣) عنه ، من قولهم : حاب حوبا وحوبا وحيابة ، والأصل فيه حوب لزجر الإبل (٤) ، وتحوّب نحو تأثّم (٥) ، وإيتاء اليتامى أموالهم ، قيل : دفعها إليهم بعد البلوغ ، وسمّاهم حينئذ يتامى استصحابا للحالة المتقدمة (٦) ،
__________________
(١) هذا نفس القول الأوّل ، وهو مروي عن مجاهد. انظر : تفسير مجاهد ص (٢٦٥) ، واختاره الزجّاج في : معاني القرآن وإعرابه (٢ / ٧).
وانظر : معاني القرآن للنحاس.
(٢) سورة النساء ، الآية : ٦.
(٣) في الأصل : (من حوبا) والتصويب من المفردات للراغب.
(٤) من قوله [لكونه] إلى هنا موجود بحروفه في : المفردات ص (٢٦١).
(٥) عبارته في المفردات ص (٢٦١): «وفلان يتحوّب من كذا أي يتأثّم» ، وانظر : تفسير ابن عباس ص (٢٠١) ، وتفسير غريب القرآن ص (١١٨) ، ومعاني القرآن للفرّاء (١ / ٢٥٣) ، ومعاني القرآن وإعرابه (٢ / ٨) ، ومعاني القرآن للنحاس (٢ / ١١) ، والمحكم (٤ / ٢٢) ، وشرح المفصل لابن يعيش (٤ / ٨١) ، والمساعد (٢ / ٦٦٠) ، والجامع لأحكام القرآن (٧ / ٥٢٩).
(٦) ويسمّى ذلك عند أهل البلاغة بتسمية الشيء بما كان عليه ، وهو نوع من المجاز المرسل. انظر : شرح التلخيص ص (١٣٨) ، والإيضاح