بالسفهاء الوارثين ، الذين يعلم من حالهم أن يتسفهوا في استعمال ما تناله أيديهم ، فنهى عن جميع المال الذي يرثه السفهاء (١) ، ونبّه بقوله : (الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً) على الغرض الذي فصّله الحكماء من فائدة المال الموصل به إلى السعادة الحقيقة ، بل قد أبانه النبي صلىاللهعليهوسلم بأوجز لفظ ، فقال : «من طلب الدنيا استعفافا عن المسألة ، وسعيا على أهله ، وتعطّفا على جاره ، بعثه الله ووجهه كالقمر ليلة البدر ، ومن طلبها حلالا ، مكاثرا ، مفاخرا ، مرائيا ، لقي الله وهو عليه غضبان» (٢) ، والقيام يكون مصدرا واسما ، والقوام لا يكون إلا اسما (٣).
__________________
ـ حاتم (٣ / ٨٦٣) ، والنكت والعيون (١ / ٤٥٣) ، ومعالم التنزيل (٢ / ١٦٤) ، والبحر المحيط (٣ / ١٧٧).
(١) ذكر أبو حيان هذا القول في البحر المحيط (٣ / ١٧٧) ، ونقل كلام الراغب ولم ينسبه.
(٢) رواه البيهقي في شعب الإيمان (٧ / ٢٩٨) رقم (١٠٣٧٥) ، ورواه أبو نعيم في الحلية (٣ / ١١٠) ، و (٨ / ٢١٥) ، وقال : غريب من حديث مكحول. وضعفه العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (٢ / ٦١) ، وزاد عزوه إلى أبي الشيخ في كتاب «الثواب».
(٣) انظر : معاني القرآن للفرّاء (١ / ٢٥٦) ، والجامع لأحكام القرآن (٧ / ٥٦٨ ، ٥٦٩) ، وقال النّحاس : زعم الفرّاء والكسائي أن قياما مصدر. أي ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي تصلح بها أموركم ، فتقومون بها قياما. وقال الأخفش : المعنى : قائمة بأموركم ، يذهب إلى أنه جمع. وقيّما وقواما