ثابت (١) مات وخلّف بنات وابني عم ، فعمدا إلى المال وأخذاه ، فجاءت امرأة أوس ببناته إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، وأعلمته ذلك (٢) ، فأخبرها أن لا شيء لها ولا لهن. فأنزل الله تعالى الآية ، فبعث النبي صلىاللهعليهوسلم إلى ابني عم أوس ، فأمرهما أن لا يخرجا من المال شيئا ، ثم نزلت آية الميراث ، فقسّم المال عليهم (٣) ، فاستدل بهذه الآية أصحاب الإمام أبي حنيفة (٤) على توريث ذوي الأرحام. وقالوا : الأخوال والخالات وأولاد البنات من الأقربين (٥) ، وتعلّق بذلك أيضا من ورّث الإخوة مع الجد ، وكذلك من ورّث العامل والمماليك (٦).
__________________
(١) أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام الأنصاري ، أخو حسان بن ثابت شاعر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، شهد بيعة العقبة الثانية وغزوة بدر ، واستشهد في أحد في السنة الثالثة من الهجرة. انظر : الاستيعاب (١ / ١١٨) ، وأسد الغابة (١ / ١٤٠) ، والإصابة (١ / ٣٩٣).
(٢) وهذا مروي عن ابن عباس وسعيد بن جبير وعكرمة وابن زيد. انظر : جامع البيان (٧ / ٥٩٨) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٨٧٢) ، والمحرر الوجيز (٤ / ٢٦) ، والجامع لأحكام القرآن (٥ / ٤٦) ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٤٣٠) ، والدر المنثور (٢ / ٢١٧).
(٣) ذكره السيوطي في الدر المنثور (٢ / ٢١٧) وعزاه إلى أبي الشيخ.
(٤) النعمان بن ثابت الكوفي ، أبو حنيفة الإمام ، صاحب المذهب الحنفي ، فقيه مشهور من السادسة ، مات سنة خمسين على الصحيح وله سبعون سنة. انظر : التقريب ص (٥٦٣) والتهذيب (١٠ / ٤٤٩).
(٥) انظر : أحكام القرآن للجصاص (٢ / ٦٩ ، ٧٠) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٣٥٥).
(٦) انظر : مغني المحتاج للشربيني (٣ / ٢١) ، واللباب في شرح الكتاب للشيخ عبد الغني الغنيمي (٤ / ١٩٩) ، ونيل الأوطار للشوكاني (٦ / ٦٢).