الإضافة في قوله : (مِنْ نِسائِكُمْ) تنبيه على الحرائر ، وقيل : تنبيه على المحصنات دون الأبكار ، وقيل : على المزوجات أبكارا كن أو ثيّبات (١) ، قال ابن عباس في هذه الآية ، وفي قوله : (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ)(٢) إن الزانيين كانا يؤذيان بالتعيير والتعزير ، والمرأة كانت تحبس في البيت إلى أن أنزل الله قوله : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ)(٣) الآية (٤) ، وقيل : المراد بالآيتين البكران (٥) ، وقوله : (أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً :)(٦) «البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام ، والثّيب بالثّيب جلد مائة
__________________
(١) انظر : جامع البيان (٨ / ٧٣) ، والمحرر الوجيز (٤ / ٤٦) ، والجامع لأحكام القرآن (٥ / ٨٣) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٠٥). وقال ابن العربي : «والصحيح عندي أنه أراد جميع النساء ، لأنه مطلق اللفظ الذي يقتضي ذلك وعمومه». أحكام القرآن (١ / ٣٥٥).
(٢) سورة النساء ، الآية : ١٦.
(٣) سورة النور ، الآية : ٢.
(٤) انظر : جامع البيان (٨ / ٧٤) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٨٩٢ ، ٨٩٣) ، وأحكام القرآن للجصاص (٢ / ١٠٥).
(٥) هذا القول مرويّ عن السدي وابن زيد وسعيد بن جبير وهو اختيار ابن جرير الطبري وذلك في الآية الثانية دون الأولى. انظر : جامع البيان (٨ / ٨٢ ، ٨٣) ، وتفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (٣ / ٨٩٥) ، والنكت والعيون (١ / ٤٦٢) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٤٠٧).
(٦) سورة النساء ، الآية : ١٥.