يَأْتِيانِها مِنْكُمْ) ما يتعاطى الرجال بعضهم من بعض ، والنساء بعضهن مع بعض ، وبقوله : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي)(١) ما يتعاطى الرجل مع المرأة ، قال : ولا نسخ في ذلك ، قال : ويدل على ذلك أن (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ) متضمنة للإناث فقط ، (وَالَّذانِ) يتضمن المذكرين ، قال : ولا يصحّ أن يقال : إن المذكر والمؤنث إذا اجتمعا غلب المذكر ، لأن ذلك إنما يكون حيث تقدم لهما ذكر ، نحو قوله : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ)(٢) قال : وقد روي عنه صلىاللهعليهوسلم : «مباشرة الرجل الرجل زنى ، ومباشرة المرأة المرأة زنى» (٣) ، وهذا الذي قاله وإن ساعده اللفظ فعدول عن سنن السلف (٤).
__________________
(١) سورة النور ، الآية : ٢.
(٢) سورة الأحزاب ، الآية : ٣٥.
(٣) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٨ / ٢٣٣) ، وفي شعب الإيمان (٤ / ٣٧٥) رقم (٥٤٥٨) من حديث أبي موسى مرفوعا بلفظ : «إذا أتى الرجل الرجل فهما زانيان ، وإذا أتت المرأة المرأة فهما زانيتان» وعزاه ابن حجر في التلخيص (٤ / ٦٢) للبيهقي وأبي الفتح الأزدي في الضعفاء والطبراني في الكبير وقال : «وفيه محمد بن عبد الرحمن القشيري ، كذبه أبو حاتم ...» ولم أقف عليه بهذا اللفظ في المعجم الكبير للطبراني.
(٤) انظر قول ابن بحر والرد عليه في : التفسير الكبير (٩ / ١٨٧ ، ١٨٨) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٣٧٣) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٠٤). وذكر قوله السمعاني أيضا في تفسير القرآن (١ / ٤٠٧) ولم يذكر قائله أو الرد عليه.