سلف أنه كان فاحشة ومقتا (١). وقال بعضهم : تقديره ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم ، إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا ، (إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ) أي ما قد سلف ليس بفاحشة ، وهذا لا يصح من أجل اللفظ ، فإن ما يتصل بما بعد (أن) لا يقدم عليه ، لا تقول : عمرا إن زيدا يضرب ، وتعنى أن زيدا يضرب عمرا (٢) ، وتحقيق هذا الاستثناء أن قوله : (وَلا تَنْكِحُوا) دل على أنه محرم ، وتعاطي المحرم يقتضي العقوبة ، فكأنه قيل : تستحقون العقوبة بنكاح ما نكح آباؤكم إلا ما قد سلف ، فإن ذلك متجافى عن عقوبته عنكم ، ولا يجوز أن يكون معناه متجافى عن الإقرار عليه ، فإنه مجمع أن لا يقارّ عليه أحد إلا حكاية عمن لا يعتد به (٣).
__________________
(١) وهو قول المبرّد والطبري. انظر : جامع البيان (٨ / ١٣٦ ، ١٣٧) ، وقال النحّاس : «وسيبويه يجعل (إلّا) بمعنى : (لكن) المعنى : لكن ما قد سلف فإنه مغفور أو فدعوه» انظر : معاني القرآن (٢ / ٥٠) ، وانظر : كتاب سيبويه (٢ / ٣٢٦) ، وانظر : معنى الآية في : تفسير القرآن للسمعاني (١ / ٤١٠) ، وأحكام القرآن لابن العربي (١ / ٣٦٩) ، ومعالم التنزيل (٢ / ١٨٧) ، والجامع لأحكام القرآن (١٠٤) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٣٨٠) ، والبحر المحيط (٣ / ٢١٧).
(٢) أي ما كان في حيّز (إن) لا يتقدم عليها. انظر : التفسير الكبير (١٠ / ٢٠) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٣٨٠) ، والبحر المحيط (٣ / ٢١٧).
(٣) قال ابن كثير : «وقد أجمع العلماء على تحريم من وطئها الأب بتزويج أو