كل حال مذموم ، لأن ذلك هو الائتمار لها من حيث ما دعت ، وما سوّغ من تعاطي ذلك ، فليس جواز تعاطيه من حيث دعت الشهوة إليه ، بل من حيث سوغ العقل أو الشرع ، فذلك هو اتباع لهما ، ويؤكد ذلك قوله : (وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ)(١) وقوله : (وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ)(٢) وقيل : عبد الشهوة أذل من عبد الرق.
إن قيل : كيف أدخل اللام في قوله : (يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ)(٣) ولم يدخله في قوله : (وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ؟)(٤) وكيف أعاد ذكر إرادته التوبة؟ ولم قال : (وَاللهُ يُرِيدُ) فقدم ذكر المخبر عنه ، ثم قال : (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ) فأخر المخبر عنه؟ قيل : أما إدخال اللام في الأول فلأنه عنى أنه يريد ما يريد لأجل التوبة عليهم (٥) ، وأراد بقوله أن يتوب أنه كما أراد ما هو سبب التوبة عليهم ، فقد أراد التوبة عليهم ، إذ قد يصح إرادة سبب الفعل دون الفعل نفسه ، ففي هذا ظهور فائدة اللام وحسن
__________________
(١) سورة ص ، الآية : ٢٦.
(٢) سورة الأعراف ، الآية : ١٧٦.
(٣) سورة النساء ، الآية : ٢٦.
(٤) سورة النساء ، الآية : ٢٧.
(٥) وهذا على قول البصريين كما سبق.