اللهُ) في موضع الحال (١) ، كأنه قال : والله يريد أن يتوب عليكم ، مريدا أن يخفف عنكم ، وفي الآية أقوال : الأول : قول من خصّصها وحملها على ما تقدّم ، وقال : عنى أنه أباح نكاح الأمة تخفيفا عنكم ، فالإنسان ضعيف في تحيّره عن إمساك نفسه عن مشتهاه (٢) ، الثاني : أنه خفف عنكم تكلّف النظر ، وأزال الحيرة فيما بين لكم مما يجوز من النكاح (٣) ، الثالث : أنه قصد به ما قال صلىاللهعليهوسلم : «جئتكم بالحنيفية السمحة» (٤) ، وما ذكره في قوله تعالى : (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ)(٥) ، والرابع : أنه تبين لكم مقصودكم وما دعيتم
__________________
(١) وهناك احتمال آخر ، وهو أن تكون مستأنفة لا محل لها من الإعراب ، قال السمين الحلبي : وهو الأصح. انظر : الدر المصون (٣ / ٦٦٢). وانظر : البحر المحيط (٣ / ٢٣٧).
(٢) وهو قول مجاهد وطاوس وابن زيد. انظر : جامع البيان (٨ / ٢١٥ ، ٢١٦) ، والنكت والعيون (١ / ٤٧٤) ، والمحرر الوجيز (٤ / ٩٠) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٣٧).
(٣) ذكره أبو حيان في البحر المحيط (٣ / ٢٣٧) ولم ينسبه.
(٤) رواه أحمد في المسند (٥ / ٢٦٦) وضعف العراقي إسناده كما في إتحاف السادة المتقين (٩ / ١٨٤) .. ورواه الطبراني في الكبير (٥ / ٢٥٧) ، والخطيب البغدادي في التاريخ (٧ / ٢٠٩) ، وذكره الهيثمي في المجمع (٥ / ٢٧٩) ، وقال : رواه أحمد والطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف. ورواه ابن سعد في الطبقات (١ / ١٥١).
(٥) سورة الأعراف ، الآية : ١٥٧. وهذا القول ذكره السمعاني في تفسير