الإنسان أن يحفظ نفسه عن الصغيرة خشية أن يقع فيما هو أعظم منها ، ومعنى الآية أن من يفعل ما نهي عنه من قتل النفس وأكل المال بالباطل وسائر ما تقدم النهي عنه فسوف يجعله صلا (١) كما قال : (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ)(٢).
ونبّه بقوله (وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً) أنه لا يتعذر عليه عقابهم.
قوله تعالى : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً)(٣) من المفسرين ـ وهو أكثرهم ـ من حمل السيئات على الصغائر ، وقال : معنى الآية : إن تجتنبوا كبائر الذنوب نكفّر عنكم صغائرها (٤) ، ثم اختلفوا على أي وجه اعتبار الصغيرة والكبيرة ، وذاك أن الصغير والكبير من الأسماء المتضايفة التي لا يعرف أحدهما إلا باعتبار الآخر ،
__________________
(١) الصّلا : اسم للوقود. لسان العرب (١٤ / ٤٦٨) ، وانظر : جامع البيان (٨ / ٢٣٠) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٤١٩) ، ومعالم التنزيل (٢ / ٢٠٠) ، والمحرر الوجيز (٤ / ٩٤).
(٢) سورة البقرة ، الآية : ٢٤.
(٣) سورة النساء ، الآية : ٣١.
(٤) انظر : جامع البيان (٨ / ٢٥٤) ، وبحر العلوم (١ / ٣٥٠) ، والنكت والعيون (١ / ٤٧٦) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٤٢٠) ، والجامع لأحكام القرآن (٥ / ١٥٨) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٤٣).