قبل (١) ، والمدخل الكريم : ما وعد به من الثواب العظيم ، وأشار به إلى جميع منازله على اختلاف مراتبها ، ونبه أن كل مدخل لا يخرج عن كونه كريما أي مكرما (٢).
قوله تعالى : (وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ)(٣) الآية. التمني : تشهّي الإنسان أن يمنى له شيء ، أي يقدر (٤) ، وذلك مذموم ، فإن تمنيّه إن كان لشيء قدره أن لا يبلغ إلا بالطلب فيجب أن يطلبه لا أن يتشهّاه ، وإن كان لشيء يأتيه بغير طلب فتشهيه محال ، وإن كان الشيء لم يقدّر ففي تشهيه معارضة حكمة
__________________
(١) انظر : تفسير القرآن العظيم لابن كثير (١ / ٤٥٥) ، وفتح القدير (١ / ٥١٣).
(٢) قال الطبري : «وأما المدخل الكريم فهو الطيب الحسن المكرّم بنفي الآفات والعاهات عنه ، وبارتفاع الهموم والأحزان ودخول الكدر في عيش من دخله» جامع البيان (٨ / ٢٥٩).
(٣) سورة النساء ، الآية : ٣٢ ، ونصّها : (وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَسْئَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً).
(٤) قال الأزهري : «المنى بالياء : القدر ، وقد منى الله لك ما يسرّك أي : قدر الله لك ما يسرّك» وقال : «تمنيت الشيء أي : قدرته وأحببت أن يصير إليّ. من المني وهو القدر» انظر : تهذيب اللغة (١٥ / ٥٣٠ ، ٥٣٣) ، وانظر : جامع البيان (٨ / ٢٦٠) ، وغريب القرآن ص (٤٨) ، والنهاية (٤ / ٣٦٧) ، ولسان العرب (١٥ / ٢٩٤).