إذا جلست عند الإمام كأنها |
|
ترى رفقة من ساعة تستحيلها (١) |
بيّن تعالى أن السياسة للرجل دون المرأة (٢) ، وأن لكلّ واحد من الرجل والمرأة فضيلتين : إحداهما : تسخير من الله تعالى ، والأخرى من كسبه ، فإحدى فضيلتي الرجل : ما خصّه به من علوه على المرأة ، والثانية : بإنفاق المال ، وإحدى فضيلتي المرأة : قيامها بما يلزمها من طاعة الأزواج ، وحفظ غيبهم ، وتحصين ما سلّموه إليهن ، والثانية :
إسبال الله ستر رحمته عليها وحفظها بوصية الزوج بها ، وتسخيره للقيام بمراعاتها (٣) ، وقرأ أبو جعفر المدني (٤) : بما حفظ الله
__________________
ـ البيان (٨ / ٢٩٩) ، ومعاني القرآن وإعرابه (٢ / ٤٧) ، والمفردات ص (٨٠٦).
(١) البيت للفرزدق من قصيدة له يخاطب بها زوجته. وفي رواية «ترى رفقة من خلفها» ومعنى : تستحيلها : تتبيّن حالاتها. انظر : ديوان الفرزدق ص (٢ / ٦٠٦) ، والكامل (٢ / ٩٣٩) ، والمفردات ص (٨٠٦).
(٢) ذكر ابن العربي لذلك ثلاثة أسباب هي : الأول : كمال العقل والتمييز. الثاني : كمال الدين والطاعة في الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على العموم. الثالث : بذله لها المال من الصداق والنفقة. انظر : أحكام القرآن (١ / ٤١٦).
(٣) قال ابن العربي : «الزوجان مشتركان في الحقوق .. فعليه أن يبذل المهر والنفقة ، ويحسن العشرة ، ويحجبها ، ويأمرها بطاعة الله ، وينهى إليها شعائر الإسلام .. وعليها الحفظ لماله ، والإحسان إلى أهله ، والالتزام لأمره في الحجبة وغيرها إلا بإذنه ، وقبول قوله في الطاعات» أحكام القرآن (١ / ٤١٦).
(٤) يزيد بن القعقاع أبو جعفر المخزومي المدني القارئ ، أحد القراء العشرة ، تابعي مشهور ، عرض القرآن على مولاه عبد الله بن عياش ، وعلى ابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهم. وروى عنه القرآن نافع ومالك ، وإسماعيل