نبه أن لا يظن أحد الزوجين إن كلفه إلا الحق ، فإنه يتعالى ويكبر عن الظلم (١).
قوله تعالى : (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما)(٢) الآية. الشقاق : التعادي (٣) ، ومنه قيل : شقّ فلان العصى (٤) ، إذا تباعد في الخروج عن الطاعة ، ومنه المشقة ، وشقّ على فلان كذا (٥) ، والتوفيق كالمساواة ، ومنه توفيق الله تعالى ، فإنه موافقة قضائه فعل العبد فيما يقصده ، ويقال الاتفاق في كل متطابقين على بعض الوجوه (٦) ،
__________________
(١) انظر : جامع البيان (٨ / ٣١٨) ، وبحر العلوم (١ / ٣٥٢) ، والجامع لأحكام القرآن (٥ / ١٧٣) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٥٣).
(٢) سورة النساء ، الآية ٣٥ ، ونصّها : (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها إِنْ يُرِيدا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُما إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً خَبِيراً).
(٣) انظر : مجاز القرآن (١ / ١٢٦) ، وتفسير غريب القرآن ص (١٢٦) ، وجامع البيان (٨ / ٣١٩) ، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج (٢ / ٤٨) ، وغريب القرآن ص (٢٩٢) ، والصحاح (٤ / ١٥٠٣) ، والمفردات ص (٤٥٩ ، ٤٦٠) ، وزاد المسير (٢ / ٧٧) ، ويدور معنى الشقاق في هذه المراجع على المخالفة والعداوة والتباعد وهي معان متقاربة يستلزم بعضها بعضا.
(٤) انظر : مجمع الأمثال للميداني (١ / ٣٦٤).
(٥) انظر : تهذيب اللغة (٨ / ٢٤٥).
(٦) قال ابن فارس : «الوفق من الموافقة بين الشيئين كالالتحام». مجمل