ههنا بخس الحقّ (١) ومثقال : مفعال : من الثقل (٢) ، وضرب تعالى الذّرّ مثلا للشيء الصغير ، تقريبا على المخاطب. واستعمل لفظ المثقال تنبيها أن ذلك يعظم جزاؤه وإن صغر قدره (٣) ، وفي قراءة ابن مسعود : مثقال نملة (٤). وإذا قرئ حسنة بالنصب (٥) فتقديره : إن تكن الذرة حسنة ، وردّ الضمير إلى المضاف إليه دون المضاف ، وإذا رفع فمعناه : إن تقع حسنة ، ولا تحتاج كان ههنا إلى
__________________
(١) انظر : جامع البيان (٨ / ٣٦٠) ، والزاهر (١ / ١١٨) ، والوسيط (٢ / ٥٣) ، ومعالم التنزيل (٢ / ٢١٤).
(٢) «يقال هذا مثقال هذا أي على وزن هذا» انظر : تفسير غريب القرآن ص (١٢٧) ، وانظر : معاني القرآن وإعرابه للزّجّاج (٢ / ٥٢) ، والمحرر الوجيز (٤ / ١١٧) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٦١).
(٣) قال أبو عبيدة : «مثقال ذرة أي زنة ذرة». مجاز القرآن (١ / ١٢٧) ، وقال السجستاني : «مثقال ذرة : زنة نملة صغيرة» غريب القرآن ص (٤٥٥).
وقال أبو حيان : «ومثقال كل شيء وزنه ، ولا تظن أنه الدينار لا غير ، الذرة : النملة الصغيرة ..» البحر المحيط (٣ / ٢٦١).
(٤) قال أبو حيان : وقرأ ابن مسعود (مثقال نملة) ، ولعلّ ذلك على سبيل الشرح للذرة. البحر المحيط (٣ / ٢٦١) ، ونسب ابن عطية هذه القراءة لابن عباس في المحرر الوجيز (٤ / ١١٨).
(٥) قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير (وإن تك حسنة) بالرفع ، وقرأ الباقون (حسنة) بالنصب. انظر : حجة القراءات ص (٢٠٣) ، والمبسوط ص (١٥٧) ، والتلخيص ص (٢٤٤) ، وغاية الاختصار (٢ / ٤٦٣).