قوله تعالى : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ)(١) الآية. تقديره : كيف حالهم في ذلك الوقت استعظاما لأمرهم (٢)؟! وقوله : (وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً)(٣) فيه أقوال : أحدها : أنه أشار إلى أمته (٤) ، ويكون قوله : (مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ) عامّا ، وخصّ النبي صلىاللهعليهوسلم وأمته بالذكر تعظيما لهم. والثاني : ما قاله ابن عباس : إن هذه الأمة تشهد للأنبياء ، والنبي صلىاللهعليهوسلم يشهد لأمته تزكية لهم ، واستدلّ بقوله (٥) : (لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)(٦). والثالث : إن قوله : (عَلى هؤُلاءِ)
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ٤١ ، ونصّها : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً).
(٢) انظر : جامع البيان (٨ / ٣٦٨) ، ومعاني القرآن وإعرابه للزّجّاج (٢ / ٥٣) ، وبحر العلوم (١ / ٣٥٥) ، والوسيط (٢ / ٥٤) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٤٢٨) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٦٢).
(٣) سورة النساء ، الآية : ٤١.
(٤) انظر : بحر العلوم (١ / ٣٥٥) ، والنكت والعيون (١ / ٤٨٨) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١ / ٤٢٨) ، والجامع لأحكام القرآن (٥ / ١٩٨) ، ومدارك التنزيل (١ / ٣٥٩) ، والبحر المحيط (٣ / ٢٦٢).
(٥) في الأصل زيادة كلمة (صلى) بعد كلمة (بقوله) والصواب حذفها.
(٦) سورة البقرة ، الآية : ١٤٣. وهذا قول السديّ. انظر : جامع البيان (٨ / ٣٦٩) ، وبحر العلوم (١ / ٣٥٥) ، والتفسير الكبير (١٠ / ٨٥).