وبهذا المعنى ألّم بعض المحدثين فقال :
نسقوا لنا نسق الحساب مقدّما |
|
وأتى فذلك إذ أتيت مؤخرا (١) / |
وأما فائدة إقامتها عليهم فتبكيت للعاصين ، وتشنيع عليهم ، وتزكية للمؤمنين ، على ما ذكر في قوله : (بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ)(٢) ، وقوله : (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ)(٣) منهم من جعل الصفتين لفريق واحد ، أي الذين جمعوا بين الكفر ومخالفة الأمر ، ومنهم من جعلهما وصفين لفريقين ، أي الذين كفروا وعصوا الرسول ؛ فالأول للكفار ، والثاني لأهل الكبائر (٤) ،
__________________
ـ ومسلم في كتاب الفضائل ، باب «كونه صلىاللهعليهوسلم خاتم النبيين» رقم (٢٢٨٦).
والترمذي في كتاب الأمثال ، باب «ما جاء في مثل النبي صلىاللهعليهوسلم والأنبياء قبله» رقم (٢٨٦٢) ، وقال : صحيح غريب من هذا الوجه. ورواه النسائي في الكبرى في كتاب التفسير باب (وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ) رقم (١١٤٢٢). وأخرجه الطيالسي رقم (١٧٨٥) ، وابن أبي شيبة (١١ / ٤٩٩) ، وأحمد (٣ / ٣٦١) ، والبيهقي في الكبرى (٩ / ٥) ، وفي الدلائل (١ / ٣٦٥).
(١) البيت لأبي الطيب المتنبي وهو من بحر الكامل ، وقد ورد في قصيدة يمدح بها جعفر بن الفرات وزير كافور. انظر : شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمن البرقوقي (٢ / ٣٣٢).
(٢) سورة النساء ، الآية : ٤٩.
(٣) سورة النساء ، الآية : ٤٢.
(٤) قال النيسابوري : (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ) قيل :