يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ)(١).
قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)(٢) معنى أم حسبتم : لا تحسبوا (٣) ، واستعارة الاستفهام للنهي (٤) ، مبالغة في المعنى (٥) ، و (أَمْ :) على
__________________
(١) سورة المطففين ، الآية : ١٥.
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١٤٢.
(٣) قال النيسابوري في تفسيره : «فحاصل الكلام : لا تحسبوا أن تدخلوا الجنة ولم تجاهدوا بعد. وإنما أنكر هذا الحسبان ، لأنه تعالى أوجب الجهاد قبل هذه الواقعة ، وأوجب الصبر على تحمل متاعبها ، وبين وجوه المصالح المنوطة بها في الدين والدنيا ، وإذا كان كذلك فمن البعيد أن يصل الإنسان إلى السعادة والجنة مع إهمال مثل هذه الطاعة» غرائب القرآن (٢ / ٢٦٨ ، ٢٦٩).
(٤) لم أجد في كتب البلاغة التي رجعت إليها : أن النهي من المعاني التي يفيدها الاستفهام. ولكنهم ذكروا الإنكار ، وأوردوا له معنيين : أحدهما : التوبيخ ومعناه : ما كان ينبغي أن يكون ذلك. وثانيها : التكذيب أي : لم يكن ذلك. والأمثلة التي ذكروها للقسم الأول قريبة من معنى الآية. فمعنى الآية : لا ينبغي أن تظنوا أنكم ستدخلون الجنة دون أن تجاهدوا ... والله أعلم. انظر : الإيضاح ص (١٤٢ ـ ١٤٣) وشروح التلخيص (٢ / ٣٠٠ ـ ٣٠١) وشرح التلخيص لمحمد هاشم ٨٧.
(٥) نقل أبو حيان عن ابن بحر ـ أبي مسلم الأصفهاني أنه قال : «أم حسبتم : نهي وقع بلفظ الاستفهام ، الذي يأتي للتبكيت ، وتلخيصه : لا تحسبوا أن تدخلوا الجنة ولما يقع منكم الجهاد». البحر المحيط (٣ / ٧٢).