يخرج إلا زيد ، فجاز الرفع في زيد لما كان معناه ما يخرج أحد فيما علمت إلا زيد ، وأما قوله : (وَيَعْلَمَ) فمنصوب على الصرف (١) ،
__________________
ـ لم يكن فيهم خير ، لأن ما لم يتعلق به علم الله تعالى بموجود ألا يكون موجودا أبدا». البحر المحيط (٣ / ٧١). وانظر : الكشاف (١ / ٤٢٠).
وقال أحمد بن المنيّر السكندري في تعليقه على الكشاف : «التعبير عن نفي المعلوم بنفي العلم خاص بعلم الله تعالى ، لأنه يلزم من عدم تعلق علمه بوجود شيء ما عدم ذلك الشيء ضرورة أنه لا يعزب عن علمه شيء لعموم تعلقه ، فاستقام التعبير عن نفي الشيء بنفي تعلق العلم القديم بوجوده المصحح للملازمة ، ولا كذلك علم آحاد المخلوقين ، فإنه لا يعبر عن نفي شيء بنفي تعلق علم الخلق به ، لجواز وجود ذلك الشيء غير معلوم للخلق ...» انظر : الكشاف (١ / ٤٢٠) هامش رقم ٢. وانظر ما سبق (٣٥٥ ـ ٣٥٦).
(١) قال ابن جرير الطبري : «ونصب (ويعلم الصابرين) على الصرف.
والصرف أن يجتمع فعلان ببعض حروف النسق ، وفي أوله ما لا يحسن إعادته مع حرف النسق ، فينصب الذي بعد حرف العطف على الصرف ، لأنه مصروف عن معنى الأول ، ولكن يكون مع جحد أو استفهام أو نهي في أول الكلام. جامع البيان (٧ / ٢٤٧) ، ويسمي الكوفيون الواو في مثل هذا الموضع واو الصرف ، ويسميها البصريون واو المعية والفعل بعدها منصوب ـ عندهم ـ بأن مقدرة. انظر : معاني القرآن للفراء (١ / ٣٣ ـ ٣٤) ، والكتاب لسيبويه (٣ / ٤١) ، وإعراب القرآن (١ / ٤١٩) ، والإنصاف في مسائل الخلاف المسألة (٧٥) ، والنصب على الصرف هو على مذهب الكوفيين ، أما على مذهب البصريين فهي منصوبة بإضمار أن بعد واو