عليه رماة خمسين ، واستعمل عليهم عبد الله بن جبير (١) ، وأو عز إليهم أن قوموا في مصافّكم ، فإن رأيتمونا وقد غنمنا فلا تشاركونا ، وإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا ، فلما رأوا الكفار يهزمون ، اختلفوا فبادر بعض إلى المعركة ، ونظر خالد بن الوليد (٢) إلى الجبل وكان كمينا (٣) للمشركين ، فكرّ بالخيل ، فقتل من بقي من الرماة ، وانتقضت صفوف المسلمين حتى كان ما كان ، فقال
__________________
ما استعجم (٣ / ٩٨٧) ، والمعالم الأثيرة في السنة والسيرة ص (٢٠٤).
(١) عبد الله بن جبير بن النعمان بن أميّة الأنصاري ، شهد العقبة وبدرا ، واستشهد بأحد ، كان أمير الرماة يومئذ ، وهو الذي نهى الرماة عن ترك أماكنهم لطلب الغنائم فخالفوه ، فثبت حتى قتل رضي الله عنه ، وذلك في السنة الثالثة من الهجرة. انظر : سير أعلام النبلاء (٢ / ٣٣١) ، والإصابة (٤ / ٣١).
(٢) أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر المخزومي القرشي ، من كبار الصحابة ، كان من أشراف قريش في الجاهلية وقائد فرسانها ، أسلم قبل فتح مكة بسنة ، فكان سيفا من سيوف الله على أعداء الدين ، وكان أميرا على قتال أهل الردّة وغيرها في الفتوح. توفي رضي الله عنه في خلافة عمر سنة ٢١ ه بمدينة حمص. انظر : الإصابة (٢ / ٢١٩) ، والتقريب ص (١٩١) ، والتهذيب (٣ / ١٢٤).
(٣) يقال كمن فلان يكمن كمونا : إذا استخفى في مكمن لا يفطن له. والكمين في الحرب من هذا ، وهو : أن يستخفوا في مكمن بحيث لا يفطن لهم ، ثم ينهضون على العدو على غفلة منهم. انظر : تهذيب اللغة (١٠ / ٢٩٠) ، والمصباح المنير (٥٤١).