الكفار (١) ، تنبيها أن هؤلاء المنافقين بعد في حيّز الكفار ، وفي قلّة معرفتهم الله بحكمة الله تعالى ، وأنهم لا يعرفون الخير والنعمة إلا المال والجاه والغلبة الدنيوية ، فإذا فاتهم ذلك ساء ظنّهم ، وقوله : (يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ ،) أي : هل لنا طمع في الغلبة ، تنبيها أنهم استشعروا اليأس الذي يستشعره القوم الكافرون (٢) ، فأكذبهم الله تعالى ، فقال : (قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ) أي الغلبة في الحقيقة له ولأوليائه ، فإن حزب الله هم الغالبون ، وقيل : عنى بالأمر الاستئمار ، أي لو شوورنا لأشرنا بترك هذا المورد (٣) ، فقال الله تعالى : (الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ) أي هو أعرف
__________________
ـ نبيه ، ومعل عليه أهل الكفر به. جامع البيان (٧ / ٣٢٠) ، وانظر : المحرر الوجيز (٣ / ٢٧٠) ، والجامع لأحكام القرآن (٤ / ٢٤٢) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٢٨٥) ، والبحر المحيط (٣ / ٩٤).
(١) قال ابن جرير : (ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ) يعني أهل الشرك (٧ / ٣٢١). وانظر : بحر العلوم (١ / ٣٠٩) ، والوسيط (١ / ٥٠٧) ، ومعالم التنزيل (٢ / ١٢٢) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٢٧٠) ، والجامع لأحكام القرآن (٤ / ٢٤٢) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٢٨٥).
(٢) قال الواحدي : هذا استفهام معناه الجحد ، أي ليس لنا من النصر والظفر شيء كما وعدنا ، بل هو للمشركين ، يقولون ذلك على جهة التكذيب. الوسيط (١ / ٥٠٧). وانظر : تفسير السمرقندي (بحر العلوم) (١ / ٣٠٩).
(٣) قال النيسابوري : يعنون رأي عبد الله بن أبي ، وأن النبيّ صلىاللهعليهوسلم لم يقبل قوله