بالتدبير (١) ، وقوله : (يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا) معناه لو لا أنا أكرهنا لما خرجنا (٢) ، وفصل بين الحكايتين / عنهم ، أعني (هَلْ لَنا) وقوله : (يَقُولُونَ) بجملتين : إحداهما : جواب لهم ، وهي قوله : (قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ.) والثانية : تنبيه على ما في ضمائرهم ، وهي قوله : (يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ،) ولمّا فصل بينهما أعيد في الحكاية عنهم لفظ (يَقُولُونَ) لئلا تشتبه الحكاية عنهم بما هو إخبار منه تعالى (٣) ، ...
__________________
ـ حين أمره أن يسكن في المدينة ولا يخرج منها ، ونظيره ما حكي عنه (لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا) [آل عمران : ١٦٨]. تفسير غرائب القرآن (٢ / ٢٨٥).
وانظر : التفسير الكبير (٩ / ٣٩) ، وأنوار التنزيل (١ / ١٨٥).
(١) قال البيضاوي : (قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ) أي الغلبة الحقيقية لله تعالى ولأوليائه ، فإن حزب الله هم الغالبون ، أو القضاء له يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وهو اعتراض. أنوار التنزيل (١ / ١٨٥). وانظر : زاد المسير (١ / ٤٨١) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٢٨٦) ، والبحر المحيط (٣ / ٥٠٧).
(٢) ذكر ابن كثير ـ رحمهالله ـ أنهم قالوا ذلك سرّا. تفسير القرآن العظيم (١ / ٣٩٥). وانظر : المحرر الوجيز (٣ / ٢٧١) ، وزاد المسير (١ / ٤٨١) ، وتفسير غرائب القرآن (٢ / ٢٨٧) ، والبحر المحيط (٣ / ٥٠٨) ، وأنوار التنزيل (١ / ١٨٥).
(٣) قال البيضاوي : (يَقُولُونَ) أي في أنفسهم ، وإذا خلا بعضهم إلى بعض ، وهو بدل من (يخفون) ، أو استئناف على وجه البيان له. أنوار التنزيل (١ / ١٨٥).